البيئة هي الحياة، والحفاظ عليها يعتبر واجبا دينيا وأخلاقيا على الفرد والمجتمع حتى نوفر للأجيال القادمة كوكبا صحيا وآمنا. تشمل البيئة العناصر الحية والغير حية والتي تتضمن العوامل الأساسية المكونة للمناخ. أما علم البيئة فهو أحد أهم فروع علم الحياة Biologie، نظرا لتأثيرها وتأثرها بحياة الكائنات الحية. حيث ظهر هذا العلم لأول مرة مع العالم الألماني أرنست هيكل سنة1866 وهو الدراسة العلمية لعلاقة الكائنات الحية فيما بينها وبين المحيط التي تعيش فيه.

هذا الدرس يعتبر بمثابة حصة تحضيرية، وتمهيدية لسلسلة الأعمال التطبيقية التي ستجرى خلال السداسي الأول في وحدة علم البيئة لدراسة المناخ في الجزائر.  يتم التطرق خلال هذه الحصة الى مختلف المفاهيم البيئية والتصنيفات المناخية ومقاييس العناصر المناخية ووحداتها.  كما نتعرف على مختلف أنواع جمع البيانات المناخية وذلك إعتمادا على مرجع ثمين جدا، وهو للباحث الإيكولوجي بول سلتزر الذي أصدره سنة 1946 تحت عنوان "مناخ الجزائر" والذي يعتبر الركيزة الأساسية لحصص الأعمال التطبيقية في السداسي الأول. وقد تطرق سلتزر في هذا الكتاب الى قياس جميع العناصر المناخية (أمطار، سحب، رطوبة، ضباب، حرارة، ثلوج، رياح، ضغط جوي وضوء، … الخ) في 553 محطة للرصد الجوي، موزعة على كل القطر الجزائري وفي كل الجهات (الساحل، الأطلس التلى، الهضاب العليا التلية، الهضاب العليا السهبية، الأطلس الصحراوي والصحراء).  هذه الدراسة المناخية الضخمة أنجزت خلال 25 سنة، حيث إمتدت من سنة 1913 الى سنة 1938 . وقد أدرجت النتائج على شكل متوسطات لكل العوامل المناخية المدروسة خلال هذه الفترة. ورغم مرور السنين لم يفقد هذا الكتاب مصداقيته وقيمته العلمية لأنه مرجع شامل وأساسي لكل باحث يريد التحصل على معطيات مناخية موثوقة وحقيقية لمنطقة ما في الجزائر.

حيث يتم في هذه الحصة التمهيدية تصفح هذا الكتاب، وشرح الرموز التي إستعملت فيه. وتفسير كل محتوياته حتى يتقن الطلبة فهمه، وحتى يستعمل لاحقا في حصص الأعمال التطبيقية بكل سهولة ويسر. في التطبيقات اللاحقة يتم إستخدام كل المعطيات المناخية "لكتاب سلتزر" في حساب بعض العوامل المحسوبة والمقاسة. وأخيرا التحصل على نتائج تمكننا من تحليل ومناقشة العنصر المناخي المدروس وإستخلاص مميزاته وخصائص مناخ الجزائر.